الامام الحسين سبط الاسباط رضى اللله عنه

.wysiwyg {
BACKGROUND: #ffffff; FONT: bold 10pt Tahoma; COLOR: #414141
}
P {
MARGIN: 0px
}
.inlineimg {
VERTICAL-ALIGN: middle
}

بسم الله
الرحمن الرحيم


والصلاة
والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى أهل بيته حجج الله الأوفياء
وأوليائه الأمناء وبلغهم منا ياربنا تحية وسلاما وعلى ورثته الداعين بدعوته إلى يوم
الدين وبعد.... وعلى صحبه الكرام مسجد الامام الحسين
بالقاهرة






مسجد
الامام الحسين بكربلاء المقدسة



فى ذكرى
تشريف الإمام الحسين لمصر نقتطف قطفة من رحيق سيرته العطرة فهو عليه السلام من أهل
بيت سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ابن الإمام على بن أبى طالب كرم
الله وجهه ، وابن السيدة فاطمة الزهراء بنت سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم ، نشأ فى بيت النبوة الذى رفعه الله تعالى ، فقد ورد فى تفسير الثعلبي عند
تفسير قول الله تعالى " فى بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح فيها بالغدو
والآصال " أن سيدنا أبا بكر قال يارسول الله أى البيوت هذه ؟ فقال صلى الله عليه
وآله وسلم : بيوت الأنبياء ، فقال سيدنا أبو بكر : أهذا البيت منها ؟ ( وأشار إلى
بيت سيدنا على والسيدة فاطمة ) فقال صلى الله عليه وآله وسلم : من أفضلها
.

فأما أبوه
وهو الإمام على كرم الله وجهه فقد رباه رسول الله منذ طفولته حتى صار وصيا له صلى
الله عليه وآله وسلم وباب مدينة علمه صلى الله عليه وآله وسلم ، قال صلى الله عليه
وآله وسلم ( أنا مدينة العلم وعلى بابها )[]1]].

وأما
أمه عليه السلام فهى السيدة البتول الزهراء المحدثة أم أبيها وهذه بعض ألقابها وهى
السيدة فاطمة عليها السلام ، فأما تلقيبها بالبتول فقد قيل : لانقطاعها عن نساء
زمانها فضلا ودينا ، وعن الدنيا إلى الله تعالى [[2]]، وأما الزهراء فقد روى عن الإمام
جعفر بن محمد بن على عن أبيه قال سألت أبا عبد الله عليه السلام عن فاطمة : لم سميت
الزهراء ؟ فقال : لأنها كانت إذا قامت في محرابها يزهو نورها لأهل السماء ، كما
يزهو نور الكواكب لأهل الأرض []3]] ،
وأما لقبها " أم أبيها " فأفضل ما قيل فيه : أن من الطبيعي أن تكون الزهراء أما
لرسول الله في رسالته لا في ولادته ولعله لأمر قد قدر ، كان النبي صلى الله عليه
وآله وسلم على علم من أنه سوف لن يعقب إلا من الزهراء فستكون هي التيار الذي يحمل
نوره عبر تاريخ عريق وفى كل الأزمان ، لتضاء البشرية بعد ذلك من هذا النور الفياض ،
ولذلك كان يحبها حبا جما []4]]
.

كذلك يظهر
ذلك المعنى فى قوله صلى الله عليه وآله وسلم حسين منى وأنا من حسين ، أحب الله من أحب حسينا ، حسين سبط من
الأسباط ) ، ويشرح لنا هذا الحديث احد الائمة اهل البيت
فيقول:


"سر منى"
حسين غيب مصون



سر "منه
أنا" به مضنون



تفقه
الروح من غوامض هذا



ســر بدءٍ
بدا بــه التكوين



من حسين
إن شئت تفهم معنى



قولِ طه
وقولٌه مضنون



ساطعٌ لاح
مشرقا فى مقامٍ



غامضٍ قد
تراه فيه العيون



لامعٌ من
ظهور غيب التجلي



حيث كان
الميثاقُ وهو الدِّين



من حسين
تمثيله فى مثول



بل حسين
منه بدا التمكين



مثلته
الرسل الكرام ابتداء



شبهته
الأنباء ربى معين



أشهديه يا
روحُ مرآةَ طــه



في حسين
وهو الوفي الأمين



يا حسين
المحبوب فيك تراءى



نورُ خير
الوجود صح اليقين


فقد
كان عليه السلام مرآة للمصطفى صلى الله عليه وآله وسلم حالا ومقالا ومقاما وخلقا بل
وشبها ، ومنه ومن ذريته تبلَّغ رسالة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله إلى يوم
القيامة فلا يخلو منهم زمان ، وقد شدت السنة على إمامة العترة من أهل البيت في قوله
صلى الله عليه وآله وسلم : ( إنى تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتى أهل بيتي ما
إن تمسكتم بهما لن تضلوا أبدا، ألا وإنهما لن يفترقا حتى يردا علىَّ الحوض ) [[5]]

ولد
الإمام الحسين فى الثالث من شعبان فى العام الرابع من الهجرة فى المدينة المنورة ،
وحنكه النبى صلى الله عليه وآله وسلم بريقه وأذن فى أذنه اليمنى وتفل فى فمه ودعا
له، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عنه وعن أخيه الإمام الحسن: ( الحسن
والحسين سيدا شباب أهل الجنة ) [[6]]. وعن أسامة بن زيد قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والحسن
والحسين على وركيه، فقال: ( هذان ابناي وابنا ابنتي، اللهم إني أحبها فأحبّهما،
وأحبّ من يحبهما )[]7]]
.

حضر الإمام
الحسين فتح أفريقية مع القائد ابن أبى سرح ، وشهد موقعة طبرستان مع سعيد بن العاص ،
وحضر فتح القسطنطينية وجرجان ، وحضر موقعتي الجمل وصفين وحرب الخوارج مع أبيه
.

خطب يوما
فقال عليه السلام: ( أيها الناس: نافسوا فى المكارم, وسارعوا فى المغانم, ولا
تحتسبوا بمعروف لم تُعَجَّلُوه, واكتسبوا الحمد بالمنح, ولا تكتسبوه بالمطل, فمهما
يكن لأحد عند أحد صنيعة ورأى أنه لا يقوم بشكرها, فالله له بمكافأته بمكان, وذلك
أجزل عطاءً وأعظم أجراً, واعلموا أن المعروف يكسب حمداً ويعقب أجراً, فلو رأيتم
المعروف رجلا لرأيتموه حسناً جميلاً يسر الناظرين, ولو رأيتم اللؤم رجلا رأيتموه
منظراً قبيحاً تنفر منه القلوب, وتغض منه الأبصار. أيها الناس: من جاد ساد, ومن بخل
ذل, وإن أجود الناس من أعطى من لا يرجوه, وأعفى الناس من عفا عن قدرة, وإن أوصل
الناس من وصل من قطعه, ومن أراد بالصنيعة إلى أخيه وجه الله تعالى كافأه الله بها
وقت حاجته, وصرف عنه من البلاء أكثر من ذلك. ومن نَفَّسَ عن أخيه كربة من كرب
الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب الآخرة, ومن أحسن أحسن الله إليه, والله يحب
المحسنين ).

وقيل: كان
بين الحسين وبين أخيه الحسن عليهما السلام كلام ووقفة, فقيل له: اذهب إلى أخيك
الحسن استرضه وطيب خاطره, فإنه أكبر منك, فقال: سمعت جدى رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم يقول: ( أيما اثنين بينهما كلام فطلب أحدهم رضا الآخر كان السابق سابقه
إلى الجنة وأكره أن أسبق أخي الأكبر إلى الجنة ) فبلغ قوله الحسن عليه السلام فأتاه
وَتَرضَّاه

استشهد
الإمام الحسين عليه السلام فى موقعة كربلاء فى العاشر من محرم سنة 61 هـ ، فكان سيد
الشهداء وقد أراد بعض قومه أن يرجع عن تلك المعركة بعد أن علموا أن أهل العراق
رجعوا عن عهدهم له بالبيعة فرأى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فى النوم
يقول له ( أخرج ياحسين فإن الله شاء أن يراك شهيدا ) فخرج وفى الطريق يبكى الإمام
الحسين فتقول له أخته السيدة زينب عليها السلام : اتبكى خوفا من الموت ياحسين ؟
فقال : لا ، ولكن ابكى على هؤلاء فسيدخلون النار بسببي .

تلك رحمة
تفوق الوصف أن يبكى على من سيقتلوه، وكيف لا ؟ فقد ورث جده صلى الله عليه وآله وسلم
الذى قال عنه المولى عز وجل ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين )


نسأل الله
العلى الكريم أن ينجينا بمعية سيدنا رسول الله صلى الله عليه وأهل بيته ويعيننا على
حسن اتباعهم
وصلى الله على سيدنا
محمد وعلى آله وسلم تسليما كثيرا
.........................................................




[1] - أخرجه الطبراني عن ابن عباس
كما في ص 107 من الجامع الصغير للسيوطي .

[2] - راجع تاج العروس


[3] - راجع كتاب ( إنها فاطمة
الزهراء ) للدكتور محمد عبده يمانى .

[4] - هذا ما قاله الستاذ فاضل
الحسينى . انظر : فاطمة الزهراء ، توفيق أبو علم ص 75 .

[5] - (أخرجه مسلم، وأحمد،
والترمذى، والحاكم، والطبرانى).


[6] - أخرج الترمذي والحاكم، عن
أبي سعيد الخدري

[7] - أخرجه الترمذى